أصْل السّحابة السّوداء:
ظهرت السّحابة السّوداء لأول مرة في سماء القاهرة في خريف عام 1999، في صورة دخان أسود، بعد غروب الشمس وحتى صباح اليوم التالي، واستمرت لفترة تراوحت ما بين عشرة أيام إلى ثلاثة أسابيع، وتكررت في الأعوام التالية لذلك؛ لزيادة الملوّثات، وحدوث ظروف جويّة معيّنة، خاصة في الخريف، تُعرف باسم "الانعكاس الحراري".
مَعْنى الانعكاس الحراري:
عندما تهبط التيارات الهوائية إلي أسفل في اتجاه الأرض، ترتفع درجة حراراتها، وعندما تتقابل مع الهواء الصاعد من سطح الأرض، تتكون طبقة تُسمي بمنطقة الانعكاس الحراري؛ فتحبس الملوثات فيها، وتمنع صعودها إلي أعلي، ويحدث ما يُعرف بنوبات تلوث الهواء الحاد، وتحدث حالات الانعكاس الحراري في أوقات مختلفة من السنة، ولكنها تتزايد في فصل الخريف.
أهم أسباب سحابة السّوداء:
* التلوث الصناعي: يوجد بالقاهرة الكبرى وحدها نحو 12.600 مصنع.
* وسائل النقل: عدد المركبات بالقاهرة نحو مليوني مركبة.
* الحرْق المكشوف للقمامة.
* حرْق قَشّ الأرز: زادت عملية حرق قش الأرز، بعد توقف معظم الفلاحين عن استخدام القش كوقود في المنازل. والدخان الصاعد من حرق القش ينتقل لمسافات محدودة، وهناك سبع محافظات تنتج ما يقرب من 99% من الأرز في مصر، معظمها في شمال ووسط الدلتا. والمحافظة الرئيسية المنتجة للأرز قريبة من القاهرة الكبرى، وهي محافظة الشرقيّة.
* الملوِّثات الرئيسيّة هي: أكاسِيْد الكبريت والنتروجين، والجسيمات العالِقَة، وأول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات، والرصاص.
خطر السحابة السوداء:
* الأطفال هم أكثر الناس تأثُّرًا بتلوث الهواء، فيُصَابون بضيق التنفس، وأمراض الشُّعب الهوائيّة، وزيادة احتمال الإصابة بالرّبو، والتهابات العين، التي تسبّب عدم وضوح الرؤية، وخفْض مناعة الجسم.
* يُسبب أول أكسيد الكربون أضرارًا بخلايا المخ، ويؤثر في الدورة الدمويّة والجهاز العصبي.
* يسبب الرصاص أمراض الْكُلى، وزيادة التخلف العقْلي.